الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال تميزت سنة 2024 بتحقيق المغرب مجموعة من الإنجازات الحقوقية البارزة على المستويين الداخلي والخارجي، مما أثار إعجاب مختلف فئات الشعب المغربي، سواء المدنية أو السياسية أو الحقوقية. وتأتي هذه الإنجازات كثمار لجهود طويلة ومضنية، وكتجسيد للرؤية الإصلاحية للملك محمد السادس.
المغرب يرأس مجلس حقوق الإنسان بجنيف
من أبرز إنجازات المغرب في هذا العام توليه رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، حيث فاز مرشحه عمر زنيبر بـ30 صوتًا مقابل 17 صوتًا لجنوب إفريقيا، رغم محاولات التجييش من بعض الأطراف الأخرى. وخلال فترة رئاسته التي امتدت على ثلاث دورات، ركز المغرب على إعادة هيكلة المجلس وضمان حياديته بعيدًا عن التسييس، مع تسليط الضوء على قضايا معاصرة كحقوق البيئة وتأثير الذكاء الاصطناعي على الخصوصية.
زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الإفريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان، أكد أن هذا الإنجاز يعكس اعترافًا دوليًا بالإصلاحات الحقوقية المغربية، معتبرًا أن هذه الثقة ليست وليدة الصدفة بل نتيجة توجه مستمر نحو تعزيز سيادة القانون والعدالة الاجتماعية.
عفو ملكي واسع النطاق
بمناسبة الذكرى الـ25 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، أصدر عفوًا ملكيًا شمل مدانين بقضايا الحق العام وصحفيين ونشطاء، بالإضافة إلى 16 مدانًا في قضايا الإرهاب بعد خضوعهم لبرنامج “مصالحة”. كما شمل العفو حوالي 4831 شخصًا مرتبطين بزراعة القنب الهندي، في خطوة تمهد لتقنين الزراعة وتحويلها إلى استخدامات طبية، مما لاقى استحسانًا كبيرًا في الأقاليم الشمالية.
تقدم في حرية الصحافة
شهد المغرب قفزة نوعية في تصنيف حرية الصحافة العالمي لعام 2024، حيث ارتقى 15 مرتبة ليصل إلى المركز 129 عالميًا. واعتبر هذا التقدم دليلًا على الجهود المبذولة لتعزيز حرية الإعلام مقارنةً بدول أخرى في المنطقة، مثل الجزائر ومصر، التي سجلت تراجعًا في نفس المؤشر.
خطوة تاريخية نحو إلغاء عقوبة الإعدام
في سابقة هي الأولى من نوعها، صوّت المغرب بالإيجاب على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وقف تنفيذ عقوبة الإعدام، بعد سنوات من الامتناع. وقد اعتبرت هذه الخطوة بداية نحو إلغاء العقوبة بشكل نهائي، مما يعكس انسجام المغرب مع التوجه العالمي في هذا المجال. وأشاد محمد العوني، عضو الائتلاف المغربي لإلغاء عقوبة الإعدام، بهذا القرار، مؤكدًا أن إلغاء العقوبة يمثل انتصارًا لحقوق الإنسان وللحق في الحياة.
نموذج حقوقي عالمي
مع ختام عام 2024، برز المغرب كنموذج يحتذى به في مجال حقوق الإنسان، حيث استطاع الجمع بين تعزيز العدالة الاجتماعية وتحديث المؤسسات الحقوقية. إن هذه الإنجازات ليست مجرد خطوات إصلاحية، بل رسائل واضحة تعكس رؤية المغرب لبناء مجتمع حقوقي متوازن يخدم التنمية والاستقرار.