
أكد يونس التازي، والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أن التحضيرات الجارية لاستضافة المغرب لكأس العالم 2030، بتنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال، تمثل فرصة لإبراز التزام المملكة بتطوير البنية التحتية وتعزيز قدرات المدن المغربية لتواكب التحديات العالمية، مع التأكيد على أهمية التعاون العربي المشترك في مجالي التنمية الحضرية والتنمية المستدامة الشاملة.
في كلمته خلال افتتاح الدورة الـ62 للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية، التي انعقدت بمدينة طنجة، أوضح التازي أن المدن العربية تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتنمية الحضرية، النقل المستدام، الطاقات المتجددة، وإدارة المياه العادمة، بالإضافة إلى ضرورة خلق فرص عمل للشباب وتمكينهم من الاندماج في المجتمع، حيث يعدون ركيزة أساسية لنجاح أي مشروع تنموي.
ودعا التازي إلى تعزيز السياسات التي تدعم الابتكار وريادة الأعمال، مؤكداً أن هذه العوامل تمثل محركات رئيسية للتغيير الإيجابي، وتتطلب تضافر الجهود لتعزيز الابتكار والحكامة الجيدة في المدن العربية.
وأشار التازي إلى أن المغرب حقق إنجازات كبيرة في التنمية الحضرية، مستنداً إلى الجهوية المتقدمة واللامركزية، مما منح الجماعات الترابية استقلالية أكبر لتسيير شؤونها المحلية وعصرنة مرافقها. وأوضح أن هذه الإنجازات تأتي ضمن رؤية شاملة مستمدة من النموذج التنموي الجديد، الذي يضع الإنسان والبيئة في قلب السياسات التنموية، مبرزاً المشاريع الكبرى التي تم تنفيذها في الأقاليم الجنوبية، والتي تسهم في الربط بين المناطق وتعزيز التنمية المستدامة.
كما تطرق والي الجهة إلى أهمية النقل والتنقلات المستدامة في مواجهة تحديات النمو الحضري، مشيراً إلى مشاريع مثل خط القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يُعد خطوة نوعية في تعزيز النقل السريع والمستدام، واعتماد شبكات للنقل الحضري مثل الطرامواي والحافلات عالية الجودة في عدد من المدن المغربية، مما أسهم في تحسين خدمات النقل العام وتقليل الانبعاثات الكربونية.
واقترح التازي على منظمة المدن العربية تنظيم اجتماعات دورية لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات حول مبادرة “شراكات المدن لمستقبل أفضل”، بما يمكن من بناء استراتيجيات فعالة لمواجهة التغيرات المناخية وتحديات الاستدامة. كما أكد أن تطوير الشراكات الدولية والعمل المشترك يمكن أن يسهم في تحقيق رؤية موحدة للمدن العربية، مما يضعها في مصاف المدن الرائدة عالمياً.
وفي ختام كلمته، أشار إلى أن هذه المبادرات والمشاريع تعكس إرادة جماعة طنجة لتكريس نموذج تنموي يعتمد على الحكامة الجيدة، والاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع التحولات الراهنة ومتطلبات المستقبل، معتبراً الاجتماع فرصة لتكريس التعاون بين المدن العربية ووضع خارطة طريق مشتركة لتحقيق مدن أكثر ازدهاراً واستدامة.