أخبار دولية

الغزواني في واشنطن بدعوة من ترامب.. وقضية الصحراء ضمن الملفات الإقليمية المطروحة

الأحد 6 يوليو 2025 - 14:06

الغزواني في واشنطن بدعوة من ترامب.. وقضية الصحراء ضمن الملفات الإقليمية المطروحة

 

يستعد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للتوجه، يوم الثلاثاء المقبل، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، استجابة لدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمشاركة في قمة مصغرة ستجمع عدداً من قادة دول غرب ووسط إفريقيا، من بينها السنغال، الغابون، غينيا بيساو، وليبيريا.

ومن المرتقب أن تُعقد هذه القمة يوم 9 يوليوز الجاري داخل البيت الأبيض، حيث ستخصص لمناقشة آفاق التعاون الاقتصادي وفرص الاستثمار المشترك، في إطار تصور أمريكي جديد يركز على الشراكة الاستراتيجية بدل منطق المساعدات التقليدي الذي طبع العلاقات الأمريكية الإفريقية لعقود.

وتحمل هذه الدعوة أبعاداً أعمق من مجرد تعاون اقتصادي، إذ ينظر إليها كمؤشر على تنامي الوعي الأمريكي بأهمية موريتانيا كلاعب إقليمي في منطقة الساحل والصحراء، في ظل التحولات الأمنية والسياسية المتسارعة التي تعرفها المنطقة، والتراجع الملحوظ في الدور الفرنسي مقابل صعود متدرج للنفوذ الأمريكي.

وتُعد هذه المشاركة تعبيراً عن ثقة دولية متزايدة في السياسة المتزنة التي تعتمدها نواكشوط، سواء داخلياً أو على مستوى علاقاتها الإقليمية، خاصة ما يتعلق بموقفها من نزاع الصحراء المغربية، الذي لطالما وازنت فيه بين التزام الحياد والانفتاح على الحلول التوافقية.

ويعتبر مراقبون أن دعوة الغزواني تعكس إدراكاً أمريكياً للمكانة التي باتت تحظى بها موريتانيا، بفضل استقرارها السياسي ونهجها الدبلوماسي المتوازن، كما تمنحه هامشاً دبلوماسياً أوسع يمكن استثماره في عدد من الملفات الحساسة، وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية.

كما يأتي هذا التحول في سياق إعادة رسم التحالفات في إفريقيا، حيث تحتل موريتانيا موقعاً جيوسياسياً فريداً يربط بين إفريقيا جنوب الصحراء، والمغرب العربي، والعالم العربي، ما يجعلها نقطة التقاء استراتيجية تتقاطع فيها أجندات قوى دولية وإقليمية.

وقد شهدت العلاقات بين نواكشوط وواشنطن تطوراً نوعياً خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات التعاون الاقتصادي والطاقة والطاقات المتجددة، مع اهتمام متزايد من شركات أمريكية كبرى بالاستثمار في السوق الموريتانية، خصوصاً في مجالات الغاز والهيدروجين الأخضر.

ويرى متابعون أن مشاركة الغزواني في هذه القمة تأتي في سياق أمريكي جديد يسعى إلى تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل، ويدرك أهمية التفاعل مع الفاعلين السياسيين القادرين على تقديم رؤى عقلانية ومقاربات متزنة، وهو ما يجعل من موريتانيا مرشحة للعب أدوار محورية في المرحلة المقبلة.

وفي ما يخص نزاع الصحراء، يُرجّح أن تتم مناقشة الملف بشكل غير رسمي على هامش القمة، نظراً لمركزيته في التوازنات الإقليمية، وللتقاطع بين المقاربة الأمريكية والمغربية القائمة على دعم حل سياسي واقعي، يحترم سيادة الدول ويعزز الاستقرار الإقليمي.

ويُتوقع أن تشكل هذه القمة فرصة جديدة لترسيخ موقع موريتانيا كطرف فاعل ومتوازن في معادلات المنطقة، وقادر على تقريب وجهات النظر والمساهمة في صياغة حلول عملية لقضايا حساسة، بما يخدم الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي.