أخبار من الصحراء

كويمن يكتب: الحساب صابون

الأحد 6 أغسطس 2017 - 23:56

كويمن يكتب: الحساب صابون

محمد كويمن

مرة أخرى، أين المحاسبة؟، فقط هناك الصابون، بعدما اعتاد الناس على جعل الحساب صابون؟، فهناك صعوبة كبيرة في الوصول إلى المحاسبة عبر طريق مفروش بالصابون، بالرغم من وجود إشارات تحذر من خطر الانزلاق، ومع ذلك يبقى الصابون وينزلق الحساب؟..

وكثيرا ما كان المغاربة يتساءلون، لماذا كل هذا الاهتمام على قنواتهم التلفزية العمومية بإشهارات الصابون؟، قبل أن يكتشفوا أن الدولة تعلمهم الحساب بطريقتها، ولعلها أسهل وسيلة للتعريف بالمحاسبة، فكلما ارتفعت فقاعات الصابون أكثر وأكثر، إلا وكان الحساب يسيرا، بل في حالات كثيرة تختفي المحاسبة وسط رغوة الصابون، وكأن شيئا لم يكن، أمام قدرة الصابون الساحرة على إخفاء آثار “الطبايع”..

ولغة الحساب اقترنت في ذاكرة المغاربة بالصابون، إلى أن انزلقت جميع الحسابات، وعوضتها الصراعات، دون الكشف عن حقيقة العلاقة الوطيدة، التي ظلت تجمع الحساب بالصابون، أمام إصرار البعض على تعزيز دور الصابون في الحياة السياسية، بعد النتائج المذهلة التي حققها في مختلف القطاعات العمومية، وأكثر من ذلك أضيف “الترقاد” إلى هذه الوصفة العجيبة، وصار الحساب “مرقد” في الصابون، من أجل “نظافة أفضل” بدون عناء، فقط كمية قليلة من الصابون كافية لتلميع الحساب وإذابة العقاب، والأمثلة كثيرةلأصحاب الصابون، الذين يواصلون تحمل مسؤولياتهم بكل ثقة في النفس، عفوا في الصابون..

والرغبة في تحقيق المساءلة والمحاسبة، قد تحتاج إلى اختراع أنواع جديدة من الصابون، لمواجهة موضة محاربة الفساد، أمام الإقبال الكبير على رغوة الصابون، التي تخفي الأوساخ، وهو ما يعني أن التصبين وحده لم يعد كافيا، وصار في حاجة إلى الانتقال لمحطة ثانية تتعلق ب “التعصير”، على الأقل لفرز عصارة الحساب، دون إكراهات الانزلاق باسم الصابون،خاصة وأن كل مسؤول يفضل الحساب بالصابون، بعدما وضع ثقته في الصابون، واكتفى بمعطر الجو في محاولة لإخفاء روائح الفساد، لكن لا مجال لاستمرار نفس المناورات بتكرار طرق المحاسبة الصابونية، بعدما دقت ساعة نشر الغسيل..