
طنجاوي
في تحد واضح لقرار وزارة الداخلية القاضي بمنع توزيع ما بات يعرف بقفة رمضان من طرف المجالس المنتخبة، لتزامنها مع قرب موعد الاستحقاقات التشريعية، المقرر إجراؤها يوم 07 أكتور المقبل، علم موقع “طنجاوي” أن رئيس مقاطعة بني مكادة أبرم صفقة لتوفير 2000 قفة رمضانية، سيتم توزيعها خلال الأيام القليلة المقبلة باسم مجلس المقاطعة.
خيي ولذر الرماد في العيون قام، في عملية تحايل واضحة، بتخصيص نصف الحصة لجميع أعضاء المقاطعة، بما فيهم منتخبو المعارضة، فيما النصف الثاني سيضعه رهن إشارة جمعيات المجتمع المدني، التي سيختارها بنفسه، مما يعني أن الجمعيات الموالية لحزبه، العدالة والتنمية، هي من سيقع عليها الاختيار.
أكثر من ذلك، ولتعجيز المنتخبين الغير منتمين لحزبه، سلمهم أمس الاستمارة التي يجب أن ترفق أسماء المستفيدين من قفة رمضان بنسخة من بطاقة الراميد، أو شهادة تثبت العوز بالنسبة للأرامل، وشهادة وفاة الزوج، وبالنسبة للمعاق يجب إحضار شهادة تثبت الإعاقة.
الفضيحة أن خيي حدد يوم الإثنين 20 يونيو هو آخر أجل إيداع لوائح المستفيدين من قفة رمضان، في حين أن المنتخبين لم يتسلموا هاته الاستمارات إلا يوم أمس الخميس، وهو يعلم أن السبت والأحد عطلة، مما يعني عمليا استحالة المنتخبين الغير منتمين لحزبه من اختيار المستفيدين.
الإصرار المفضوح لمحمد خيي على استغلال المال العام، وموقعه كرئيس مقاطعة وبرلماني، لتسويق صورة حزبه قبيل الانتخابات التشريعية، تطرح أكثر من تساؤل حول مدى قدرة وزارة الداخلية على فرض القانون على جميع الأحزاب، وجعلهم في نفس خط الانطلاق قبيل الانتخابات البرلمانية.
أكثر من ذلك من حق الجميع أن يتساءل عما تغير بين هاته السنة والسنة المنصرمة، فالجميع يتذكر كيف أن وزارة الداخلية قررت منع المجالس المنتخبة من توزيع قفة رمضان لتزامنها مع قرب الانتخابات الجماعية التي جرت يوم 04 شتنبر 2015، و هاته السنة سيشهد المغرب انتخابات تشريعية يوم 07 أكتوبر المقبل، ومع ذلك فإن وزارة الداخلية تبدو أنها عاجزة عن فرض قرارها، مع فارق وحيد هو أنه في السنة الماضية لم تكن العدالة والتنمية تحكم معظم المدن المغربية.