مجتمع

المتشردون والمتسولون معضلة طنجة الكبرى

الأربعاء 20 مايو 2015 - 10:21

المتشردون والمتسولون معضلة طنجة الكبرى

طنجاوي

عند توجيه السؤال لأي مواطن قاطن بمدينة طنجة حول أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة، يأتي الجواب سريعا: استفحال ظاهرة أطفال الشوارع والتسول…

إنها الظاهرة التي مافتئت تتخذ أبعادا جد خطيرة بعاصمة البوغاز، التي كانت تلقب ذات زمن بعروس الشمال. فكل يوم تفد جحافل من الأطفال والمتشردين والمتسولين إلى المدينة، ليستوطنوا شوارعها وأزقتها، وكأنها عملية غزو منظمة تقف وراءها جهات تتآمر على المدينة.

لم يعد هناك شارع في وسط المدينة: البولفار، شارع فاس، شارع الحرية، الكورنيش، المحطة الطرقية ومختلف الأزقة المتفرعة عن هاته الشوارع، إلا وتجدها قد تحولت إلى ملجئ للأطفال الجانحين وللمتسولين والمتشردين، بل حتى مداخل العمارات السكنية والإدارات العمومة تحولت إلى مراقد مفتوحة لهؤلاء يقضون بها ما بقي من ليل…

يكفي التجول ليلا بمدينة طنجة للوقوف على حجم البشاعة التي ألمت بالمدينة، شوارع وقد صارت مراحيض عمومية، والروائح النتنة تزكم الأنوف، مشردون من مختلف الأعمار يتوسدون أفرشة من الكارتون وهو يتعاطون شم السيلسيون، و احتساء الخمور، وغالبا ما يلجأون لاعتراض المارة بحثا عن المال لاقتناء المزيد من المخدرات والكحول.

يستحيل أن ترتاد مطعما أو مقهى دون أن تتعرض لمضايقات، عنيفة في بعض الأحيان، من المتسولين ومن متعاطي الهيروين وحبوب الهلوسة، أما مضايقة السواح فتلك فضيحة أخرى…

ساكنة المدينة تتساءل بمرارة عن هاته الفظاعة التي استوطنت عروسة البوغاز، ياحسرة، وعن الجدوى من رصد 760 مليار سنتيم لإنجاز طنجة الكبرى في ظل هاته البشاعة، أما المسؤولون، والمنتخبون، ورجال الأمن، والإدارة الترابية، فيبدو أنهم مشغولون بأشياء كثيرة تستحق الاهتمام من وجهة نظرهم أكثر من الانصراف لمعالجة المشاكل الحقيقية للمدينة.