المخطط “المحشش”

محمد كويمن العمارتي٭

جلس الوالي يستمع لكلمة رئيس مجلس الجهة في افتتاح ندوة “الكيف والمخدرات”، وفي كل مرة يضع يده في جيبه، بعدما ظل حذرا من الوقوع في فخ التلبس بحيازة المخدرات، وسط حضور حاشد، أغلبهم لبوا دعوة رئيس الجهة، من أجل المشاركة في تنزيل المخطط “المحشش” لتأهيل جهة طنجة تطوان الحسيمة، باعتبار تراب هذه الجهة يضم أزيد من 90 بالمائة من المساحات المزروعة بالمخدرات على الصعيد الوطني، كما أعلن عن ذلك رئيس الجهة، وهو يكشف عن هذه الثروة المهمة التي تتوفر عليها هذه الجهة، دون أن يتم استغلالها بالشكل المطلوب في تحقيق الحكامة والتنمية المستدامة في أفق تنزيل الجهوية المتقدمة جدا جدا..

وكان مجموعة من المشاركين في ندوة “الكيف والمخدرات”، يترقبون إدراج اللجنة المنظمة، ضمن فقرات برنامجها، لحظة تكريم أحد القيدومين من الأسماء الوازنة في تجارة المخدرات بهذه المنطقة، كشخصية “الديب”، والاستماع إلى شهادات أباطرة كبار ساهموا في تحقيق إشعاع دولي لمنطقة الريف، كما عبر البعض عن استيائهم من عدم تضمن البيان الختامي للندوة لعدد من التوصيات المهمة، كالمطالبة بإطلاق سراح المناضل الكبير “بين الويدان”، وإحداث هيئة مستقلة تهتم بحماية نبتة الكيف من الانقراض، ورفع الضرر عن ضحايا عمليات التهريب، الذين يغامرون بحياتهم من أجل تصدير المخدرات إلى الضفة الأخرى، مقابل استفادة الجهات المسؤولة عن مراقبة الحدود من الجانبين المغربي والاسباني.
وأمام هذا الوضع قد نسمع مستقبلا عن الدكتور “شاشا” مثلا، حين سيسمح بزراعة نبتة الكيف لأغراض طبية، وسيكون من حق “البزناسة” طلب تراخيص لإحداث مختبرات مختصة، والاستثمار في مجال صناعة الأدوية، كما ستجد النيابة العامة نفسها ملزمة بعدم متابعة الموقوفين من أجل استهلاك المخدرات، بعدما أضحى الأمر يتعلق بالعلاج..

ولعل الحديث عن توفير البديل للحد من زراعة المخدرات، يعيد الحديث عن فشل الدولة أو ربما إفشال مخططها بخصوص محاربة التهريب عبر بوابتي سبتة ومليلية، حين كان يقال أن إحداث مشروع ميناء طنجة المتوسط وإنشاء مناطق حرة بالمنطقة من شأن ذلك إنهاء تلك المشاهد المهينة لنساء يعبرن حواجز شائكة محملين بمختلف المواد المهربة، التي تواصل غزوها لجميع الأسواق المغربية في انتظار البديل؟؟، وفي نهاية المطاف نجد الدولة تتخبط فيما تسميه حربها ضد التهريب، خاصة في شقه الفئوي المعيشي، وتقف عاجزة عن كشف المستور في علاقة السياسة بالمخدرات وأشياء أخرى لا تحتاج لكثير كلام، فقط يستمر النفاق في تبادل المصالح بمسميات مخدرة.. 

          ٭ عن أسبوعية لاكرونيك