مجتمع

هل نجح ملف التدبير المفوض بطنجة؟ إليكم الجواب

الثلاثاء 21 أغسطس 2018 - 15:07

هل نجح ملف التدبير المفوض بطنجة؟ إليكم الجواب

طنجاوي – عبد الله الغول
يعتبر التدبير المفوض أداة من أدوات تسيير المرافق العمومية، وشراكة بين القطاعين العام و الخاص حيث يتم تفويت تسيير قطاع ما لشركة خاصة محلية أو أجنبية بموجب عقد يحدد شروط تدبير هذا القطاع التزاما بخدمة المواطن و متطلباته، وذلك من طرف الدولة في حالة تعذر تسيير القطاع على الجماعات الترابية. وقد طفى التدبير المفوض على سطح طرق تسيير الشأن المحلي سنة 1987 بفرنسا، أما بالمغرب فقد ظهر سنة 1997 في عقد بين الجماعة الحضرية للدار البيضاء و شركة فرنسية لتدبير مرفق توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل.
طنجة كنظيراتها من المدن الكبيرة بالمغرب تنتهج التدبير المفوض بدورها في تسيير مرافقها الحيوية، من قبيل قطاع الماء و الكهرباء المفوتة لشركة أمانديس التابعة لشركة فيوليا الفرنسية، و قطاع النقل العمومي المفوت لشركة ألزا الاسبانية، و كذا قطاع النظافة المفوت لشركتي سيطا بوغاز التابعة لمجموعة شركات سويز الفرنسية و شركة سولامطا الاسبانية.
إلا أنه وبالرغم من نجاح تجارب التدبير المفوض بالغرب، يعاني المغرب قصة فشل دريع مع التدبير المفوض، خاصة بعاصمة البوغاز حيث تكاثرت الشركات المفوض لها بشكل كبير وبتكاليف عالية لكن دون نتائج ملموسة، ودون استفادة المواطن الطنجاوي من تحسّن في خدمات القطاعات المفوضة للشركات الخاصة، ذلك أن الشارع الطنجاوي يشتكي منذ أكثر من عقد من الزمن حول تسيير هذه الشركات لقطاعات حيوية، وتعتبر احتجاجات الساكنة ضد شركة أمانديس خير دليل على حجم الاختلالات التي أفرزها التدبير المفوض خاصة في مجالات الماء والكهرباء والنقل العمومي والنظافة.
وكان المجلس الأعلى للحسابات كان قد كشف في تقريره السابع برسم سنة 2009 عن مجموعة من الاختلالات التي شابت طرق تسيير قطاع التدبير المفوض لمرافق التطهير السائل وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء الذي تسير شركة أمانديس على صعيد ولاية طنجة، التي عرفت العديد من الاحتجاجات في الأعوام السابقة إثر غلاء فواتير الماء و الكهرباء بالمدينة.
عبد العزيز س. 31 سنة موظف بالقطاع الخاص، يرى في التدبير المفوض فقط أسلوباً جديدا في نهب المال العام من خلال صفقات تفويت القطاعات العمومية التي لا يرى من دفاتر تحملاتها لا القليل ولا الكثير و تبقى طيّ الكتمان، مضيفا أن جلّ القطاعات المفوتة للخواص من نقل عمومي و نظافة وخاصة الماء و الكهرباء و التطهير السائل، هي في حالة يرثى لها تسييرا و تنظيماً، كما ختم بقوله أن مساوء التدبير المفوض أكثر من حسناته بأشواط.
محمد أ. ذو 53 ربيعا عامل بمصنع للنسيج، فقد صبّ كل غضبه على شركة أمانديس التي أثقلت فواتيرها كاهله،