أخبار وطنية

مغربيات عائدات من السودان يشتكين “التشتت” بسبب التأخر في التحاق الأزواج

الأربعاء 14 يونيو 2023 - 15:12

مغربيات عائدات من السودان يشتكين “التشتت” بسبب التأخر في التحاق الأزواج

أوضاع مزرية تعيشها المغربيات اللائي تم إجلاؤهن من السودان، إذ جرى ترحيل النساء إلى المملكة دون الأزواج، فوجدن أنفسهن وحيدات مسؤولات عن أطفالهن الصغار دون معيل أو رب الأسرة.

لكل منهن قصة مختلفة؛ فمنهن منْ ظروفُ أهلها لا تسمح بتحمل مسؤولية أسرة إضافية، ومنهن منْ استهلكت كل أموالها، وكلهن يطالب أطفالهن ليل نهار برؤية آبائهم، منتقدات ما يعشنه من “تشتت أسري”.

وحسب نساء من هؤلاء تواصلت معهن الصحراء اوريخينال، فإن أزواجهن تمكنوا من السفر سواء إلى مصر أو إلى بلدان عربية أخرى، وقدموا طلبات للتأشيرة هناك، لكن طلباتهم ظلت معلقة لأكثر من شهر دون أدنى رد.

من القصص المؤثرة جدا لهؤلاء النسوة، قصة امرأة عادت رفقة ثلاثة أطفال على أمل أن يلتحق بها زوجها بعد أيام لإعالتها هي وأبنائها، فوجدت نفسها في الشارع بعد أن نفدت مدخراتها.

تعيش هذه المرأة اليوم بمؤسسة خيرية رفقة أطفالها الثلاثة عسى أن يتمكن زوجها من الالتحاق والاستقرار من جديد، منتقدة الأوضاع الحالية، فقد هربت من الحرب لتجد نفسها وأطفالها في وضعية التشرد.

تقول “ف. ر”، واحدة من النساء اللائي تم ترحيلهن إلى المغرب: “نطالب بمنح تأشير لأزواجنا، فما نعيشه حاليا هو تشتت أسري، لو أعلمونا سابقا أنه لن يتم منح أزواجنا تأشيراتهم ما كنا لنأتي على الإطلاق، كنا اخترنا البقاء معهم في السودان”.

وتابعت : “لنا أبناء على ارتباط كبير بآبائهم، زوجي تمكن من السفر إلى مصر وهناك قدم طلبا للحصول على تأشيرة إلى المغرب لكنه لم يتلق أي جواب، رغم أنه إنسان ميسور له كل الضمانات اللازمة”، متسائلة: “هل مصيرنا هو التشتت الأسري؟ هل تم الحكم علينا بالطلاق دون علمنا؟”.

وأكدت “ف. ر”: “حتى إذا ما أردنا السفر إلى أزواجنا في بلدان أخرى يلزمنا جوازات سفر لأبنائنا، فمثلا في وضعي أنا ابنتي لا تحمل الجنسية المغربية، قدمت طلب الجنسية لكن لكونها غير مسجلة في السجل المدني فالمسطرة تتطلب جلسات في المحكمة، أي مسطرة طويلة”.

وزادت قائلة: “الملك قام بنقلنا بعز لا يوصف إلى بلدنا الحبيب، لكن حينما قدمنا إلى هنا لم نجد أدنى مساعدة (…) زوجي خبير دولي ودكتور بيطري له عقود عمل في بلدان عربية كبرى كل ما يرغب به هو رؤية طفلته الصغيرة”.

من جانبها، قالت “ص. ش”: “سافرنا على عجل، حملنا فقط ما هو ضروري، لم أحمل لا مالا ولا مجوهرات ولا الأوراق الضرورية أو أي شيء، على أساس أن أزواجنا سيلحقون بنا عن طريق مصر، لكن هذا ما لم يتحقق”.

وأضافت “ص. ش”، وهي أم لثلاثة أطفال أصغرهم لا يتجاوز سنه ستة أشهر، أن مدخراتها نفدت، وأن زوجها يملك أرضا بالمغرب لكنها عاجزة عن التصرف فيها في غيابه، معلقة: “نحن اليوم لا متزوجات ولا مطلقات (…) بين ليلة وضحاها تغير حال أبنائي؛ كانوا يعيشون في عز ويتناولون ما يريدون ولهم سيارة تحملهم أينما أرادوا، واليوم يعانون”.

وزادت: “نطلب فقط تأشيرة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، يأتي أزواجنا لزيارة أبنائهم، ويجلبون معهم كل الضروريات اللازمة لاستمرار الحياة دون تعقيدات”، معتبرة أن “عدم منحهم التأشيرة قرار جاحد جدا. إذا ما كانت هناك طريقة للعودة إلى السودان سأعود؛ لأنه لا يمكننا العيش على هذا الحال”.

بدورها، قالت “ع. ق”: “أعيش مع أهلي وهم أسرة متواضعة لا يمكنها الاستمرار في إعالتي. نحن مقبلون على عيد الأضحى ولا ندري كيف سيكون هذا العيد في ظل هذه الأوضاع”.