الرئيسية

ظروف مباراة “الديربي” تشعل الانتقادات في خضم تنظيم “الكان” و”المونديال”

الجمعة 5 يناير 2024 - 15:19

ظروف مباراة “الديربي” تشعل الانتقادات في خضم تنظيم “الكان” و”المونديال”

انتقد نشطاء مغاربة الظروف التي مرت فيها مباراة “الديربي” البيضاوي بين فريقي الرجاء والوداد، خاصة وأن المملكة مقبلة على تظاهرات عالمية، على غرار “كان 2025″ و”مونديال 2030”.وكانت صورة مستودع الملابس بملعب البشير بالمحمدية مثار سخرية واسعة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، الذي استغربوا هذا الوضع في ظل مباراة “الديربي” التي لا تقتصر متابعتها على الصعيد الوطني، بل تتعداه إلى الدولي.وشكل عامل غياب الجمهور عن كبرى المقابلات بالمغرب محطة أخرى في سجل الانتقادات التي وجهها متتبعو الشأن الكروي بالمغرب، داعين إلى تجاوز هذا الوضع قصد تقديم صورة جيدة للكرة المغربية قبل احتضان كبريات التظاهرات.وسيكون المغرب على موعد لاحتضان تظاهرات رياضية عالمية، أهمها “مونديال 2030” المشترك مع إسبانيا والبرتغال، إلى جانب “كان 2025” الذي سيكون انطلاقة مهمة لتقييم الاستعداد المغربي.في هذا الصدد، قال عبد العزيز بلبودالي، محلل رياضي، إن “استبعاد الجمهور عن هاته المباراة المهمة، يضر بصورة المملكة التي تستعد لتظاهرات كروية عالية المستوى”.وبين بلبودالي أن “الانتقادات التي طالت مباراة الديربي مشروعة تماما، خاصة في شق منع الجمهور، باعتبار أن المغرب يوجد في منافسة كبيرة مع دول مثل إسبانيا حول مسألة احتضان عدد من مباريات المونديال الحاسمة”.وشدد المحلل الرياضي ذاته على أن “عدم قدرة المنظمين على احتواء جماهير الديربي، يسائلنا إن كنا قادرين على احتواء عدد الجماهير المتنوعة التي ستحضر في المونديال والكان”.وأبرز المتحدث أن “مسألة البنية التحتية لملعب الديربي فيها نقاش، وما يوجد عليه حاليا هي صورة مقبولة مقارنة بوضعه السابق، فيما يمكن أن نطبق الانتقادات على تسيير المباراة على المستوى التنظيمي، حيث لاحظنا عشوائية كبيرة، ودخول أشخاص مجهولين مكان مرور اللاعبين”.ودعا بلبودالي إلى “تجاوز الوضع الحالي، وإصلاح شامل لهذا الأمر، وذلك من أجل الحفاظ على صورة المملكة التي تستحق وضعا أفضل من هذا”.من جانبه، قال هشام رمرام، مختص في الشأن الرياضي، إنها “ليست المرة الأولى التي تلعب فيها مباراة الديربي دون جمهور، كما أن مباراة أمس لا يمكن أن نخرجها من سياق عام تعيشه البطولة يتمثل في برمجة أغلب المباريات دون جمهور، أو على الأقل منع تنقل الجمهور الزائر بقرار من السلطات الأمنية”.وأضاف رمرام، في تصريح لهسبريس، أن “الوضع غير عادي ولا يليق بسمعة البطولة والكرة في المغرب، لكن لا أعتقد أن أحدا منا سيكون متفقا إذا ما تسبب حضور الجمهور أو تنقله في تهديد لأمن الناس وسلامة ممتلكاهم. من الناحية الرياضية، الأمر غير مقبول. في بعض الأحيان يغلب الجانب الأمني على أشياء أخرى”.وأكد المختص في الشأن الرياضي أن ذلك “يطرح السؤال: كيف لبلد سينظم أكبر تظاهرتين قارية وعالمية في كرة القدم جمهوره ممنوع من حضور المباريات؟ ما يعني أن حتى المسؤولين يحرجهم هذا الوضع، كما أن الحل لم نشتغل عليه في الأوقات والأماكن والفضاءات المناسبة، قبل أن يصطدم بالحل الأمني”.“البطولة تعكس ثقافة مجتمع، إنها صورة مصغرة لمجتمع أكبر، وبالتالي إنها تمثلنا جميعا، وإذا أضيفت إليها خصوصية كرة القدم وما تفرضه من إثارة للأحاسيس ونعرة الانتماء والتكتل ورفض من لا يشاركني نفس الانتماء، فإن هذا الشغف يحيد عن طريقه”، يورد رمرام.وشدد المتحدث على أن ” التسيير في مجال الرياضة عموما، والكرة خصوصا، أصبح مجالا مغريا لانتهازيين من مختلف الأصناف، ما يعني أن الغالبية في البطولة يعيش أشكالا وأصنافا من الفوضى واللامسوؤلية”.