
شهدت مليلية المحتلة، مساء الخميس 20 فبراير 2025، دخول أول شحنة من الأسماك المغربية عبر معبر بني انصار، في خطوة تُكرّس استئناف الحركة التجارية بين المدينة المحتلة والمغرب، بعد إعادة فتح الجمارك العام الماضي.
وأعلنت مندوبة الحكومة في مليلية، صابرينا موح عبد القادر، عن الحدث من خلال تغريدة نشرتها على حسابها بمنصة “إكس”، قالت فيها: “لقد وصلت أول شاحنة محملة بالأسماك قادمة من المغرب”، مشيرة إلى أن هذه العملية تمثل تقدمًا جديدًا نحو “التطبيع الكامل للجمارك التجارية”، استجابة لمطالب سكان مليلية.
عودة التبادل التجاري بعد توقف طويل
رافقت التغريدة صورٌ تُظهر صناديق من سمك البوري الأحمر والحبار، وهي من بين الأنواع التي ضمتها الشحنة. ووفقًا للمندوبة الحكومية، فقد دخلت الشاحنة المبردة المحملة بالأسماك عبر معبر بني انصار البري في تمام الساعة 16:15 مساءً.
بهذه العملية، تصبح الجمارك التجارية لمليلية تعمل في الاتجاهين، بعد أن شهد المعبر منذ 15 يناير 2025 عبور ثلاث شاحنات إسبانية إلى المغرب محملة بالأجهزة الكهربائية، ليُضاف إليها الآن أول استيراد للأسماك المغربية.
وكانت مليلية قد شهدت آخر عملية استيراد للأسماك من المغرب في مارس 2020، قبل أن يتم إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا. وعلى الرغم من إعادة فتحها في ماي 2022، فإن عبور المواد الغذائية، بما فيها الأسماك، اقتصر على المشتريات الفردية وبكميات محدودة.
ترحيب واسع بالأسماك المغربية في مليلية
وصفت صحيفة “إل فارو دي مليلية” هذه الخطوة بأنها “أخبار سارة”، مشيرة إلى أن السمك المغربي يحظى بإقبال كبير في المدينة المحتلة، سواء من الأفراد أو أصحاب المطاعم والمقاهي. وأوضحت الصحيفة أن الإقبال يرجع إلى سعره المعقول وتنوعه، بالإضافة إلى جودته العالية ونكهته الطازجة، نظراً لوصوله إلى مليلية بعد ليلة واحدة فقط من صيده.
جمارك سبتة المحتلة تلتحق بالركب
بالتوازي مع ذلك، أكدت مندوبة الحكومة الإسبانية في سبتة المحتلة، كريستينا بيريز، أن الأسماك ستكون ضمن المنتجات التي سيتم إدخالها بكميات أكبر عبر معبر باب سبتة، دون تحديد موعد أول عملية استيراد.
وفي تطور وصفته وسائل إعلام إسبانية بـ**”التاريخي”**، تمكنت شاحنة تجارية إسبانية، يوم الثلاثاء 12 فبراير 2025، من عبور جمارك سبتة نحو مدينة الفنيدق، محملة بمنتجات خاصة بقطاع السيارات، في أول رحلة تجارية رسمية من نوعها بعد استكمال جميع الإجراءات الجمركية.
وبذلك، يتواصل العمل على تطبيع العلاقات التجارية بين المغرب والمدينتين المحتلتين، وسط توقعات بتوسيع قائمة المنتجات المتبادلة في المستقبل القريب.