أخبار وطنية

جدل أكاديمي في المغرب حول مشاركة إسرائيليين في المنتدى العالمي للسوسيولوجيا بالرباط

السبت 28 يونيو 2025 - 09:45

جدل أكاديمي في المغرب حول مشاركة إسرائيليين في المنتدى العالمي للسوسيولوجيا بالرباط

أعلنت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا رفضها مشاركة أي ممثل للكيان الإسرائيلي ضمن فعاليات المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المقرر تنظيمه بمدينة الرباط من 6 إلى 11 يوليوز المقبل، تحت إشراف الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، التي منحت العاصمة المغربية شرف احتضان هذا الحدث الأكاديمي العالمي.

وفي بلاغ لها، أوضحت الهيئة أن موقفها نابع من رفضها لما وصفته بـ”الممارسات الهمجية” التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين، والتي ترمي، حسب تعبيرها، إلى “إبادة مادية ومعنوية للوجود الفلسطيني”. وأضافت أنها أبلغت موقفها بوضوح للباحثين المعنيين والجمعية المنظمة، مؤكدة أن المشاركة الإسرائيلية، ولو في سياق علمي، لا تنسجم مع التزامات المغاربة الوطنية ولا مع مشاعرهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعبّرت الهيئة عن إدانتها الشديدة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات، مجددة مطالبتها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف هذه الانتهاكات وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بكرامة على أرضه.

كما دعت إلى الالتزام بالأخلاقيات الأكاديمية التي ترتكز عليها قوانين الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، لاسيما ما يتعلق باحترام القرارات الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، مؤكدة في الوقت ذاته أن احترامها للالتزامات التنظيمية لا يعني القبول بأي خطاب أو سردية تنال من حقوق الشعب الفلسطيني.

في المقابل، عبّر أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، جمال فزة، عن رفضه لمطالب إقصاء المشاركين الإسرائيليين، معتبراً ذلك “إقحاماً للأيديولوجيا في الحقل العلمي”، وهو ما يتنافى، برأيه، مع طبيعة علم الاجتماع وأهدافه.

وفي تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك”، أشار فزة إلى أنه لا يشارك في لجان تنظيم المنتدى لأسباب شخصية، لكنه شدد على ضرورة التمسك بما أسماه “الحياد الأكسيولوجي”، مستشهداً بموقف عالم الاجتماع ماكس فيبر، الذي دعا إلى الفصل بين العلم والقناعات الذاتية.

وأضاف أن الدعوة إلى المقاطعة على خلفية الانتماء الديني أو القومي تُعدّ مغالطة، مشيراً إلى أن علم الاجتماع نفسه تأسس على يد مفكرين يهود ومسيحيين من أمثال دوركايم، زيمل، ليفي ستروس، وعزرا بارك، متسائلاً بسخرية: “هل يجب علينا إذن مقاطعة هذا العلم أيضًا؟”.

وختم تدوينته قائلاً: “إذا كان من حق البعض طرد الآخرين من فضاء هذا العلم، فعلى من يحملون أسماء غريبة عنه، مثلنا، أن يحزموا أمتعتهم للمغادرة”.