أخبار من الصحراء

اسدال الستار على فعاليات مخيم الشباب القومي العربي بطنجة

الثلاثاء 15 أغسطس 2017 - 00:53

اسدال الستار على فعاليات مخيم الشباب القومي العربي بطنجة

طنجاوي

في اطار فعاليات مخيم الشباب القومي العربي في دورته 26، التي تعقد في المغرب بمدينة المحمدية باشراف المؤتمر القومي العربي و بتنسيق مع مجموعة العمل من أجل فلسطين و باستضافة من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ما بين 07 و 17 غشت 2017. استقبلت مدينة طنجة يوم الأحد 13 غشت 2017 وفد المخيم الذي يضم حوالي 130 شابة و شاب من المغرب و الجزائر و موريتانيا و تونس و ليبيا و مصر وفلسطين والأردن و لبنان واليمن و غيرها من البلدان العربية في زيارة تثقيفية واستكشافية و ترفيهية الى العديد من المواقع بكل من القصر الصغير وطنجة.

وقد كان في استقبال الوفد رئيس فرع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بطنجة الأستاذ عبد الله الزايدي بمعية أعضاء المكتب المسير للجمعية و عدد من فاعليات المجتمع المدني بطنجة والقصر الصغير. حيث انطلقت بزيارة الموقع الأثري للقصر الصغير و الوقوف على بقايا التحصينات البرتغالية و آثار المدينة المرينية بالإضافة الى زيارة متحف الموقع الذي يضم  لقى أثرية و خرائط و صور توضح أهمية الموقع المذكور، حيث تكلف محافظ الموقع وطاقمه الاداري بإعطاء الشروحات والتوضيحات التي تبين أهمية هذا الموقع الذي كان محط انطلاق جيوش الفتح الاسلامي نحو الأندلس بقيادة القائد الامازيغي المسلم طارق بن زياد، و بعدها ظل يلعب دوره الاستراتيجي كخط امداد للمسلمين بالأندلس أيام المرابطين والموحدين و المرينيين قبل أن يسقط في قبضة الاحتلال البرتغالي خلال القرن السادس عشر والى أن حرر على يد العلويين بعد ذلك.

بعد هذه الإطلالة التاريخية الموجزة للصراع الذي خاضه المغرب غرب المتوسط، توجه الوفد الى مركب ميناء طنجة المتوسط حيث كان في استقبالهم أطر المؤسسة الذين قدموا الشروحات اللازمة عن واحد من المشاريع القومية التي أصبحت تلعب دورا محوريا كأحد أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط. و قد كانت رسالة المنظمين أنه بين آثار الاستعمار البرتغالي بالقصر الصغير و بين منشآت الميناء المتوسطي رحلة في تاريخ المغرب الذي بات يستعيد عافيته ودوره الحضاري و الاستراتيجي متخطيا قرونا من التخلف و متطلعا الى  مستقبل مشرق و متجدد حضاريا.

بعد ذلك شد المشاركون الرحال الى مدينة طنجة، و كانت بداية الزيارة من مغارة هرقل ذات الحمولة الأسطورية و التي أصبحت رمزا لمدينة طنجة الضاربة جذورها في التاريخ كأولى الحواضر في جنوب المتوسط و ذلك منذ قدوم الفينيقيين و احتكاكهم التجاري بالأمازيغ خلال القرن الثامن قبلا الميلاد.

بعدها توجه المشاركون في جولات داخل المدينة العتيقة بطنجة حيث قدمت للمشاركين معلومات عن مدينة طنجة وخصوصياتها باعتبارها عاصمة المغرب الدبلوماسية خلال القرنين 18 و 19 و كذلك لخضوعها لاستعمار دولي و نظام تسيير خاص خلال النصف الأول من القرن العشرين. و بن دروب و أزقة المدينة العتيقة وقف الزوار على ضريح ابن بطوطة و العديد المتاحف و المزارات السياحية وصولا الى السوق الخارجي الذي شهد سنة 1947 القاء الخطاب التاريخي للمغفور له محمد الخامس الذي جسد ارادة المغاربة في تكسير مخطط تفتيت المغرب و مجسدا تشبث المغاربة بوحدتهم الترابية و استقلالهم القومي و انتمائهم العربي الاسلامي.

 و بعد لحظات استراحة و استمتاع بسحر مدينة طنجة التحق المشاركون بالمركز الثقافي محمد بوكماخ حيث أقام عمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي حفلة استقبال وعشاء على شرف المدعويين. و قد حضر الحفل نائبات عمدة المدينة و مقرر المجلس الجماعي والكاتب العام للمجلس و العديد من المنتخبين بالإضافة الى اللجنة التنظيمية بطنجة و عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية.

و قد ألقى  العمدة كلمة بالمناسبة رحب بها بالضيوف مؤكدا أهمية التواصل بين أبناء الأمة و دور الشباب الحيوي في صناعة المستقبل. كما تناول الكلمة عبد الله الزايدي باسم اللجنة المنظمة حيث أكد على ثوابت الهيئات السياسية النقابية والاجتماعية المغربية التي تعتز بانتمائها و تناضل من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية من أجل جميع شعوب المنطقة وحقها كذلك في الحرية والاستقلال السياسي و الاقتصادي الكامل و الغير المنقوص و مناهضتها لجميع أشكال الاستغلال والظلم و على رأسه الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.

كما ألقى رئيس الوفد الشبابي كلمة شكرا فيها المنظمين على كرم الضيافة و حسن الاستقبال مقدرا المعلومات الثمينة التي غيرت نظرة هؤلاء الشباب حول المنطقة، معتبرا أن طنجة تستحق بكل جذارة أن تكون ليس فقط جوهرة المغرب بل جوهرة العالم العربي قاطبة.

 و قد تخلل اللقاء تبادل هدايا رمزية بين الطرفين و اقامة حفل عشاء على شرف المشاركين، قبل أن يختتم الوفد زيارته بصورة جماعية مع العمدة واللجنة المنظمة، و ترديد النشيد القومي العربي الداعي للحرية والوحدة و النهضة و التضامن.