
طنجاوي
اختار جلالة الملك الاستقرار بالقصر الذي كانت تقيم به والدته، حيث صار يفضله كإقامة خاصة له كلما حل بالمدينة، في الوقت الذي أصبح فيه يخصص القصر الرئيسي بالجبل الكبير، في كثير من ألمناسبات، للاستقبالات الرسمية، وكان أخر نشاط احتضنه يتعلق بحفل العشاء الذي أقيم على شرف الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة لطنجة.
وبدا أن جلالة الملك يجد راحته في مقر الإقامة الملكية، التي كانت معروفة لدي سكان المدينة بقصر أم الملك، حيث استقرت به والدته لفترة طويلة وقبلها جدته، كما يؤكد ذلك مجموعة من أهل الحي “جامع مقراع”، وهو الحي المحاذي لموقع القصر، حيث من بين الدوافع الأساسية التي شجعت الملك على هذا الاختيار هو تواجد القصر بالقرب من حي سكني شعبي ، أمام رغبته بالتواجد بالقرب من شعبه، إلى جانب ارتباطه بمكان إقامة والدته .
اعتاد مجموعة من سكان هذا الحي القديم، و من قاطني مجموعة من الأحياء القريبة من القصر، خلال وجود الملك بمحل إقامته بطنجة الحرص على استقباله لحظة دخوله وخروجه من القصر، عبر الطريق الرئيسة للجبل الكبير. وبالرغم من تزايد عددهم في الأيام الأخيرة، بعد انتشار خبر توزيع المساعدات الملكية لبعض السكان قبل يوم عيد الأضحى، إلا أن السلطات الأمنية لم تتلق أي تعليمات بإبعادهم، وصار لا حديث في المنطقة إلا عن علاقة الملك بجيرانه، حيث صار يصطف العشرات عند مدخل الطريق المؤدي للقصر من أجل تحيته.
العلاقة التي تجمع الملك بالأحياء الشعبية، لم تقتصر على تفضيله التواجد بالقرب منها، بعدما أضحى يخصص جولات يومية، بسيارته الخاصة، لزيارة العديد من المناطق الهامشية بطنجة، حيث يفاجئ سكان هذه المناطق بالعديد من الزيارات الغير متوقعة، آخرها عندما تفاجأ سكان حي مسنانة بزيارة الملك لحيهم، ولمنطقة بني مكادة التي اعتاد الملك القيام بزيارات مفاجئة لها في أحياء متفرقة، أرغمت السلطات المحلية على إنجاز مجموعة من الأشغال، كانت معطلة ومتأخرة، وتسريع وتيرة أعمال الصيانة والنظافة، حيت تولى جلالة الملك بنفسها مهمة المراقبة الميدانية، وإخراج مشاريع طنجة الكبرى لحيز الوجود.
*عن جريدة الأحداث المغربية